المحلياتتقارير ودراساتثقافة وفنونعاجل

الوفاق الرمضاني العدد 15 (رمضان 1446 هجري–2025 م)

جريدة الوفاق – السنة الأولى (العدد 232 ) – الاثنين 17 رمضان 1446 هجري- 17 مارس 2025

ملحق رمضان الوفاق الرمضاني 15

مساجد الكويت 15

مقدمة

اهتم أهل الكويت منذ القدم ببناء المساجد بكثرة في البلاد، والتي كانت في بداياتها مشيدة من الطين، ثم تطور البناء بمرور السنين وصارت على أحدث طرز البناء. وأشارت إحصائية قطاع المساجد التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن عدد المساجد في الكويت خلال عام 2019 م وصل إلى (1695) مسجدًا تتسع لحوالي (2.8) مليون شخص، من بينها (1007) مسجد جامع (تقام فيه صلاة الجمعة). وبحسب إحصائية بتاريخ يوليو 2024 تملك الكويت 1828 مسجداً في أراضيها. وسننشر خلال شهر رمضان المبارك نبذة عن عدد من مساجد الكويت موزعة على محافظات الكويت الستة.

مسجد سعد أخو ناهض ( بورسلي ).. أحد المساجد التراثية المميزة في الكويت وعمره أكثر من 100 عام

يقع بجوار المستشفى الأميري.. وعرف باسم مسجد بورسلي نسبة لموقعه في فريج بورسلي

شُريت أرضه من ثلث والدة محمد التركيت وبُني من ثلث سعد الناهض

مسجد سعد أخو ناهض (مسجد بورسلي )

مسجد سعد أخو ناهض معروف أيضا باسم (مسجد بورسلي) وهو نموذج لتعاون أهل الكويت في بناء المسجد الواحد ورعايته وعمارته ، لذلك نسب المسجد لموقعه في فريج بورسلي  فسمي باسم “مسجد بورسلي” لكن أرض المسجد هي لعائلة التكريت والمبنى للمرحوم سعد أخو ناهض وقام بالعناية به عائلة بورسلي.

وهو أحد المساجد التراثية المميزة في منطقة الشرق في دولة الكويت، ويقع على شارع الخليج العربي بجوار المرسم الحر قرب سوق شرق بجوار المستشفى الأميري – مدينة الكويت ، وقد أنشئ هذا المسجد عام 1335هـ الموافق عام 1916 م وجدد أول مرة في 1373هـ الموافق 1954م ومنذ ذلك التاريخ قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببعض الإصلاحات والتعديلات اللازمة للتجديد وذلك على فترات مختلفة إلى أن قامت الأمانة العامة للأوقاف عام 1423هـ – 2002م بعمل الإصلاح والترميم وتعديل الوضع المعماري للمسجد لإعادته إلى صورته الأصلية التي كان عليها سابقاً.

بناء المسجد

ذكر الشيخ محمد بن محمد صالح التركيت – إمام مسجد المطبة، ان والدته أوصت ببناء مسجد من ثلث مالها فقام والده الشيخ محمد صالح التركيت ، وهو الوصي بشراء ارض من السيد صالح البصيري في فريج بورسلي لإقامة مسجد عليها، ولما علم الحاج شملان بن علي بن سيف الرومي، وكان وكيلاً لسعد الناهض بهذا العمل المبارك، ساهم بثلث سعد الناهض ثم تولى والده بناء المسجد عام 1330 هـ الموافق 1916م. وكان رجال أسرة الناهض أهل خير وبر وصلاح، فساهموا في العديد من المشاريع الخيرية، وكان من أجلها شأناً إعمارهم لبيوت الله تعالى.

ولعائلة بورسلي، وعلى رأسهم السيد راشد بورسلي، الفضل في الإشراف على المسجد وخدمته ورعايته منذ تأسيسه حتى تسلمته الوزارة. كما أن لهذه العائلة أوقافاً ثابتة على هذا المسجد، ولهذا كله أطلق على المسجد: مسجد بورسلي ” مسجد سعد أخو ناهض”.

قال المرحوم وليد عبدالله الغانم عبر حسابه على منصة “X ” : مسجد سعد اخو ناهض في شرق تم بناؤه في 1916 ، وشريت أرضه من ثلث والدة محمد التركيت وبني من ثلث سعد الناهض وعرف باسم مسجد بورسلي نسبة لموقعه في فريج بورسلي ، و بورسلي أشرفوا عليه وأوقفوا عليه أيضا.

المصادر:

  1. المؤرخ عدنان الرومي في كتابه “مساجد الكويت القديمة
  2. قناة المعالي- قصة مسجد – مسجد سعد اخو ناهض – الجزء1 : https://youtu.be/pRhq9dsmzLU?si=Ds7k2Cy9q82dmVM0
  3. قناة المعالي- قصة مسجد سعد اخو ناهض الجزء2 : https://youtu.be/968OCXSXqkg?si=rHmfj1SgVFMWgYfj
  4. موقع: https://wikimapia.org وموقع:  https://ar.wikipedia.org
  5. حساب المرحوم وليد عبدالله الغانم @waleedalghanim : https://x.com/waleedalghanim/status/576048258276925440

==========================================

الشبهات التي تطعن في الإسلام والردود عليها (15)

مقدمة

يتعرض الإسلام منذ اللحظات الأولى لظهوره – ولا يزال حتى اليوم – للهجوم وإثارة الشبهات حوله والتشكيك في عقائده وتعاليمه، والواقع يبين لنا أن الشبهات التي تثار ضد الإسلام منذ ظهر وحتى اليوم هي شبهات مكررة ولا تختلف مع بعضها إلا في الصياغة أو محاولة إعطائها صبغة علمية. ومواجهة تلك الشبهات تكون ببذل جهود علمية مضاعفة من أجل توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، ونشر ذلك على أوسع نطاق خاصة في عصر ثورة المعلومات والاتصالات والاستخدام المتزايد لشبكة الاتصالات الدولية “الإنترنت “، وقد نهض مفكرو الإسلام – في فترات مختلفة – بالقيام بواجبهم في الرد على هذه الشبهات كل بطريقته الخاصة وبأسلوبه الذي يعتقد أنه السبيل الأقوم للرد.

وتعميما للفائدة، ستواصل صحيفة ” الوفاق” خلال شهر رمضان المبارك، نشر الردود على كل شبهة من هذه الشبهات المثارة، والتي تتردد في عصرنا بشكل أو بآخر، من خلال عرض ما جاء في بعض المراجع منها كتاب ” حقائق إسلامية في مواجهة حملات التشكيك ” للدكتور محمود حمدي زقزوق، وهو من إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف في مصر بتاريخ المحرم ١٤٢٢هـ – أبريل ٢٠٠١م . وكتاب” مختارات من كتاب حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين” – إشراف وتقديم  د . محمود حمدي زقزوق – وزارة الأوقاف – القاهرة – بدون تاريخ.  وكتاب ” في جولة مع المستشرقين ” – للأستاذ عبد الخالق سيد أبو رابية – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة 1976. ونأمل أن يسهم نشرنا لهذه الردود في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام وإزالة بعض ما علق بالأذهان من سوء فهم لتعاليمه وعقائده، والله من وراء القصد.

ثالثا – الردود على الشبهات المثارة حول موقف الإسلام من المرأة وأهليتها

الشبهة (3): يزعمون أن الإسلام ينظر للمرأة نظرة دونية ودليلهم التفسير الخاطئ لحديث “النساء ناقصات عقل ودين”

الشبهة:

يزعمون أن الإسلام ينظر للمرأة نظرة دونية ودليلهم حديث “النساء ناقصات عقل ودين” ويفسرون الحديث تفسيرا خاطئاً

الرد على الشبهة:

يقول المرحوم الدكتور محمد عمارة في الرد على الشبهة: المصدر الحقيقي لهذه الشبهة هو العادات والتقاليد الموروثة، والتي تنظر إلى المرأة نظرة دونية.. وهى عادات وتقاليد جاهلية، حرر الإسلام المرأة منها ووسيلتهم هي التفسيرات المغلوطة لبعض الأحاديث النبوية كى تكون ” غطاءً شرعياً ” بعد عزل هذه الأحاديث عن سياقها ، وتجريدها من ملابسات ورودها ، وفصلها عن المنطق الإسلامي منطق تحرير المرأة كجزء من تحريره للإنسان ، ذكراً كان أو أنثى هذا الإنسان .

لقد كان الحظ الأوفر فى هذا المقام للتفسير الخاطئ الذى ساد وانتشر لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه البخاري ومسلم عن نقص النساء فى العقل والدين.. وهو حديث منسوب للصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضى الله عنه فقال: ” خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فِطْر إلى المصلى فمرّ على النساء، فقال: ” يا معشر النساء، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن “. – قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟. – قال: ” أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ” ؟. – قلن: بلى. – قال: ” فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم؟ “. – قلن: بلى. – قال: ” فذلك من نقصان دينها “.

ذلكم هو الحديث الذي اتّخذَ تفسيره المغلوط ولا يزال ” غطاء شرعيًّا ” للعادات والتقاليد التى تنتقص من أهلية المرأة.. والذي ينطلق منه نفر من غلاة الإسلاميين فى ” جهادهم ” ضد إنصاف المرأة وتحريرها من أغلال التقاليد الراكدة.. وينطلق منه المتغربون وغلاة العلمانيين فى دعوتهم إلى إسقاط الإسلام من حسابات تحرير المرأة، وطلب هذا التحرير فى النماذج الغربية الوافدة.. الأمر الذي يستوجب إنقاذ المرأة من هذه التفسيرات المغلوطة لهذا الحديث.. بل إنقاذ هذا الحديث الشريف من هذه التفسيرات !.. وذلك من خلال نظرات فى ” متن ” الحديث و ” مضمونه ” نكثفها فى عدد من النقاط:

أولاها: أن الذاكرة الضابطة لنص هذا الحديث قد أصابها ما يطرح بعض علامات الاستفهام.. ففي رواية الحديث شك من الراوي حول مناسبة قوله.. هل كان ذلك في عيد الأضحى ؟ أم فى عيد الفطر؟ وهو شك لا يمكن إغفاله عند وزن المرويات والمأثورات.

وثانيها: أن الحديث يخاطب حالة خاصة من النساء، ولا يشرّع شريعة دائمة ولا عامة فى مطلق النساء.. فهو يتحدث عن “واقع ” والحديث عن ” الواقع ” القابل للتغير والتطور شيء ، والتشريع ” للثوابت ” عبادات وقيمًا ومعاملات شىء آخر..

فعندما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إنا أمة أُمية، لا نكتب ولا نحسب “. رواه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والإمام أحمد فهو يصف ” واقعاً ” ، ولا يشرع لتأييد الجهل بالكتابة والحساب ، لأن القرآن الكريم قد بدأ بفريضة ” القراءة ” لكتاب الكون ولكتابات الأقلام (اقرأ باسم ربك الذى خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذى علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم) العلق: 1-5.  فوصف ” الواقع ” – كما نقول الآن مثلاً: ” نحن مجتمعات متخلفة ” لا يعنى شرعنة هذا ” الواقع ” ولا تأييده ، فضلاً عن تأبيده ، بأى حال من الأحوال.

وثالثها: أن فى بعض روايات هذا الحديث وخاصة رواية ابن عباس رضى الله عنهما ما يقطع بأن المقصود به إنما هى حالات خاصة لنساء لهن صفات خاصة، هى التى جعلت منهن أكثر أهل النار، لا لأنهن نساء، وإنما لأنهن كما تنص وتعلل هذه الرواية ” يكفرن العشير ” ، ولو أحسن هذا العشير إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منه هِنَةً أو شيئاً لا يعجبها ، كفرت كفر نعمة بكل النعم التى أنعم عليها بها ، وقالت بسبب النزق أو الحمق أو غلبة العاطفة التى تنسيها ما قدمه لها هذا العشير من إحسان: ” ما رأيت منك خيراً قط ” ! رواه البخارى ومسلم والنسائى ومالك فى الموطأ.. فهذا الحديث إذن وصف لحالة بعينها، وخاص بهذه الحالة.. وليس تشريعاً عامًّا ودائماً لجنس النساء..

ورابعها: أن مناسبة الحديث ترشح ألفاظه وأوصافه لأن يكون المقصود من ورائها المدح وليس الذم.. فالذين يعرفون خُلق من صنعه الله على عينه، حتى جعله صاحب الخُلق العظيم (وإنك لعلى خلق عظيم) القلم: 4.. فإذا كانت المناسبة يوم العيد والزينة والفرحة لا ترشح أن يكون الذم والغم والحزن والتبكيت هو المقصود.. فإن ألفاظ الحديث تشهد على أن المقصود إنما كان المديح، الذي يستخدم وصف ” الواقع ” الذى تشترك في التحلي بصفاته غالبية النساء.. إن لم يكن كل النساء.. فالحديث يشير إلى غلبة العاطفة والرقة على المرأة، وهى عاطفة ورقة صارت ” سلاحاً ” تغلب به هذه المرأة أشد الرجال حزماً وشدة وعقلاً.. وإذا كانت غلبة العاطفة إنما تعنى تفوقها على الحسابات العقلية المجردة والجامدة، فإننا نكون أمام عملة ذات وجهين، تمثلها المرأة.. فعند المرأة تغلب العاطفة على العقلانية، وذلك على عكس الرجل ، الذى تغلب عقلانيته وحساباته العقلانية عواطفه.. وفى هذا التمايز حكمة إلهية بالغة، ليكون عطاء المرأة فى ميادين العاطفة بلا حدود وبلا حسابات.. وليكون عطاء الرجل فى مجالات العقلانية المجردة والجامدة مكملاً لما نقص عند ” الشق اللطيف والرقيق! “..

فنقص العقل الذى أشارت إليه كلمات الحديث النبوي الشريف هو وصف لواقع تتزين به المرأة السوية وتفخر به ، لأنه يعنى غلبة عاطفتها على عقلانيتها المجردة.. ولذلك، كانت ” مداعبة ” صاحب الخُلق العظيم الذى آتاه ربه جوامع الكلم للنساء ، فى يوم الفرحة والزينة ، عندما قال: لهن: ” إنهن يغلبن بسلاح العاطفة وسلطان الاستضعاف أهل الحزم والألباب من عقلاء الرجال ، ويخترقن بالعواطف الرقيقة أمنع الحصون !: ” ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن “

فهو مدح للعاطفة الرقيقة التى تذهب بحزم ذوي العقول والألباب.. ويا بؤس وشقاء المرأة التى حرمت من شرف امتلاك هذا السلاح الذي فطر الله النساء على تقلده والتزين به فى هذه الحياة! بل وأيضاً يا بؤس أهل الحزم والعقلانية من الرجال الذين حرموا فى هذه الحياة من الهزيمة أمام هذا السلاح.. سلاح العاطفة والاستضعاف!

وإذا كان هذا هو المعنى المناسب واللائق بالقائل وبالمخاطب وبالمناسبة وأيضاً المحبب لكل النساء والرجال معاً الذى قصدت إليه ألفاظ ” نقص العقل ” فى الحديث النبوى الشريف.. فإن المراد ” بنقص الدين ” هو الآخر وصف الواقع غير المذموم، بل إنه الواقع المحمود والممدوح !.. فعندما سألت النسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقصود من نقصهن فى الدين، تحدث عن اختصاصهن ” برخص ” فى العبادات تزيد على ” الرخص ” التى يشاركن فيها الرجال.. فالنساء يشاركن الرجال فى كل ” الرخص ” التى رخّص فيها الشارع من إفطار الصائم فى المرض والسفر.. إلى قصر الصلاة وجمعها فى السفر.. إلى إباحة المحرمات عند الضرورات.. إلخ.. إلخ ثم يزدن عن الرجال فى ” رخص” خاصة بالإناث، من مثل سقوط فرائض الصلاة والصيام عن الحيَّض والنفساء.. وإفطار المرضع، عند الحاجة، فى شهر رمضان.. إلخ.. إلخ..

وأخيرًا، فهل يعقل عاقل.. وهل يجوز في أي منطق ، أن يعهد الإسلام ، وتعهد الفطرة الإلهية بأهم الصناعات الإنسانية والاجتماعية صناعة الإنسان ، ورعاية الأسرة ، وصياغة مستقبل الأمة إلى ناقصات العقل والدين ، بهذا المعنى السلبى ، الذى ظلم به غلاة الإسلاميين وغلاة العلمانيين الإسلام ، ورسوله الكريم ، الذى حرر المرأة تحريره للرجل .. إنها تفسيرات مغلوطة، وساقطة ، حاول بها أسرى العادات والتقاليد إضفاء الشرعية الدينية على هذه العادات والتقاليد التي لا علاقة لها بالإسلام.. والتي يبرأ منها هذا الحديث النبوي الشريف..

المصدر:

  1. كتاب حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين – مجموعة علماء – وزارة الأوقاف المصرية – 1423 هـ – 2002 م
  2. كتاب” مختارات من كتاب حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين” – إشراف وتقديم  د . محمود حمدي زقزوق – وزارة الأوقاف – القاهرة – بدون تاريخ ==========================================
author avatar
صحيفة الوفاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock